في عالم تصبح فيه الذكريات عرضة للضياع وغير موثقة في كثير من الأحيان، يأتي مشروع رائد يُعرف باسم 'الذكريات الاصطناعية' (Synthetic Memories) ليستخدم الذكاء الاصطناعي (AI) في إحياء اللحظات المفقودة أو التي لا توجد لها سجلات مؤكدة. المشروع، الذي أطلقه باو أليكوم غارسيا وفريقه في شركة Domestic Data Streamers، يهدف إلى إعادة بناء 'ذكريات اصطناعية' للأفراد والمجتمعات، ولا سيما لأولئك الذين حُرموا من أجزاء من ماضيهم بسبب الصدمات أو النزوح أو غياب الموارد اللازمة لتوثيق حياتهم. من خلال توظيف أدوات ذكاء اصطناعي متطورة مثل DALL-E 2 وFlux، يقوم فريق العمل بالتعاون مع الأفراد لإنشاء تمثيلات بصرية لذكرياتهم الرئيسية، مما يجعل الذكريات الضبابية والمجزأة تبدو وكأنها حقيقية مرة أخرى.
بالنسبة للاجئين الذين فقدوا ألبومات صورهم أثناء رحلة خطرة، وكبار السن الذين يحاولون استرجاع ماضيهم، توفر هذه التقنية تجربة إنسانية عميقة ذات بُعد عاطفي. تتسم الذكريات الاصطناعية بتصميمها الحالم وغير الواضح وغير المكتمل عمدًا، لتعكس الطبيعة الهشة والذاتية لذاكرة الإنسان. كما يتم استخدام هذه الصور التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي كأدوات علاجية لمرضى الخرف (Dementia) وكوسيلة لسرد الأحداث التاريخية التي كان من الصعب توثيقها عند وقوعها، مثل الاجتماعات السياسية السرية في ظل الأنظمة السلطوية. وبينما يركز المشروع على السرد الشخصي أكثر من الدقة التاريخية، فإنه يفتح نافذة مميزة للحوار بين الأجيال والثقافات، مما يساهم في الحفاظ على التجارب الإنسانية الحساسة التي لم يتم توثيقها بالشكل الكافي.
النقاط الرئيسية
- يهدف مشروع الذكريات الاصطناعية إلى إعادة بناء الذكريات الشخصية المفقودة أو غير الموثقة في صورة تمثيلات بصرية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI).
- تشمل العملية إجراء مقابلات فردية مع المشاركين وتوثيق قصصهم، يليها استخدام أدوات مثل DALL-E 2 لتوليد صور تحاكي ذكرياتهم.
- تتم تصميم الصور بعناية لتكون غير مكتملة عمدًا، مما يعكس الطبيعة الهشة والشخصية للذاكرة البشرية، بعيدًا عن محاكاة الواقع بشكل مثالي.
- قدمت هذه المبادرة دعماً للاجئين وكبار السن والنشطاء السياسيين، مما ساعدهم على إعادة الاتصال بماضيهم ومعالجة التجارب المؤلمة التي مروا بها.
- بينما لا يهدف المشروع إلى تقديم توثيق تاريخي دقيق، فهو يركز على حماية القصص الفردية الضعيفة وغير الموثقة، مع رؤية مستقبلية للتوسع ليشمل التراث الثقافي ودور رعاية كبار السن.
في جملة واحدة
يعتمد مشروع الذكريات الاصطناعية على الذكاء الاصطناعي (AI) لإعادة تشكيل ذكريات مفقودة وغير موثقة لفئات مثل اللاجئين وكبار السن والمجتمعات المهمشة. من خلال التركيز على السرد الذاتي والعاطفي بدلاً من الدقة التاريخية، تسعى التقنية للحفاظ على التجارب الإنسانية الهشة وتعزيز التفاهم بين الأجيال.
المصادر: 1