في السنوات الأخيرة، تزايد اعتماد المحامين على الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence - AI)، لا سيما النماذج اللغوية الكبيرة (Large Language Models - LLMs) مثل ChatGPT، لدعم أعمال البحث والصياغة القانونية. توفر هذه الأدوات للمحامين وسائل فعّالة لتوفير الوقت وإدارة عبء العمل الثقيل عبر تلخيص السوابق القضائية، واستخراج النصوص القانونية ذات الصلة، بل وصياغة المستندات القانونية. ومع ذلك، أدى هذا التوجه إلى وقوع عدد من المتخصصين القانونيين في مشكلات نتيجة تقديم مذكرات إلى المحاكم احتوت على "هلوسات"—أي استشهادات مختلقة أو غير صحيحة أنشأها الذكاء الاصطناعي.
يشهد قطاع العمل القانوني تزايداً مستمراً في تبني الذكاء الاصطناعي، إذ أدمجت منصات البحث القانونية البارزة مثل LexisNexis وWestlaw ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويشير أكثر من 60% من المحامين إلى استخدامهم لهذه الأدوات. ومع ذلك، لا يزال الكثير من المحامين يسيئون فهم كيفية عمل هذه الأنظمة، وغالباً ما يثقون إلى حدٍ مفرط في النتائج المصاغة بشكل جيد. وقد سُجّلت عدة قضايا بارزة رفضت فيها المحاكم مذكرات أو فرضت عقوبات إثر إدراج المحامين—دون قصد—لاستشهادات غير دقيقة أنتجها الذكاء الاصطناعي. ويشدد الخبراء القانونيون على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة قيّمة، لكنه يجب أن يُستخدم لتكملة الحكم البشري والتدقيق الدقيق للحقائق، لا ليحل محلهما. حتى أن نقابة المحامين الأمريكية أصدرت توجيهات جديدة تذكّر المحامين بواجبهم الأخلاقي في فهم حدود وإمكانات الذكاء الاصطناعي ومخاطره.
النقاط الرئيسية
- تزايد اعتماد المحامين على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في البحث القانوني وصياغة ومراجعة المستندات.
- تعرض بعض المحامين لغرامات وعقوبات بعد تقديمهم مذكرات احتوت على "هلوسات"—استشهادات غير دقيقة أو مختلقة أنتجها الذكاء الاصطناعي.
- يسيء الكثير من المحامين فهم آلية عمل النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs)، حيث يتعاملون معها كمحركات بحث متقدمة، بينما هي مولدات محتوى قد تخطئ أحياناً.
- يشدد الخبراء القانونيون على ضرورة التحقق الدقيق من المعلومات التي تنتجها أدوات الذكاء الاصطناعي قبل استخدامها في المستندات الرسمية.
- أصدرت نقابة المحامين الأمريكية توجيهات جديدة تشدد على أهمية مواكبة المحامين لتطورات الذكاء الاصطناعي واستخدامه بصورة مسؤولة.
في جملة واحدة
باتت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من العمل القانوني اليومي، إلا أن ميلها في بعض الأحيان لإنتاج معلومات غير دقيقة أو مختلقة أدى إلى تعرض محامين لمشاكل متعددة. ويوصي الخبراء بأن الذكاء الاصطناعي رغم قدرته على تعزيز الكفاءة، ينبغي أن تخضع جميع المواد التي ينتجها لمراجعة دقيقة من المحامين لضمان الدقة والالتزام بالمعايير الأخلاقية.
المصادر: 1