ترسم مايكروسوفت تصوراً جديداً وجريئاً لمستقبل الإنترنت، تسعى من خلاله إلى استبدال التصفح والبحث التقليديين بوكلاء للذكاء الاصطناعي (AI agents) قادرين على جمع المعلومات، حجز الرحلات، إصلاح الشيفرات البرمجية، بل وحتى إجراء المشتريات بشكل مستقل نيابة عن المستخدمين. وخلال مؤتمر Build للمطورين في سياتل، استعرض ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي للشركة، كيف يمكن لتلك الوكلاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي تبسيط المهام المعقدة عبر تصفح المواقع بسلاسة والتفاعل مع وكلاء آخرين. تطلق مايكروسوفت على هذا النهج اسم "الويب الوكيلي المفتوح" (open agentic web)، والمُمكَّن عبر "بروتوكول سياق النماذج" (model context protocol) الجديد، وهو معيار موحد لتواصل الوكلاء يُشبه دور بروتوكول HTTP المستخدم اليوم في شبكة الإنترنت.
قد يسهم هذا المستقبل المعتمد على الوكلاء في جعل الإنترنت أكثر كفاءة بشكل لافت، إلا أن تحديات كبيرة لا تزال قائمة. فأنظمة الذكاء الاصطناعي (AI systems) لا تزال تواجه مشكلات تتعلق بالدقة وفهم عواقب الأخطاء في العالم الحقيقي—وهي أمور يزداد وزنها في القطاعات الحساسة كالرعاية الصحية أو المالية. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الانتشار الواسع لهذا النهج على مدى تقدم التكنولوجيا واستعداد المستخدمين والشركات لمنح ثقتهم لهؤلاء الوكلاء الرقميين المستقلين في أداء مهام بالغة الأهمية. في الوقت الراهن، يحث خبراء—مثل الأستاذ شيراغ شاه من جامعة واشنطن—على التعاطي بحذر، ويشيرون إلى أن المجتمع قد لا يكون مستعداً بعد لمنح الذكاء الاصطناعي تفويضاً كاملاً في إدارة الوكالات الرقمية.
النقاط الرئيسية
- مايكروسوفت تهدف إلى إعادة تشكيل الويب عبر وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على تنفيذ المهام للمستخدمين من خلال التصفح، وجمع المعلومات، والتفاعل عبر الإنترنت.
- تعمل الشركة على تطوير "الويب الوكيلي المفتوح" (open agentic web) وبروتوكول تواصل جديد لتوحيد طرق تفاعل وكلاء الذكاء الاصطناعي مع المواقع الإلكترونية.
- يشير خبراء إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية لم تبلغ بعد الدقة أو الموثوقية الكافية لاتخاذ قرارات مستقلة في مجالات عالية المخاطر.
- سيعتمد انتشار الذكاء الاصطناعي الوكيلي في الويب على الابتكار التقني وثقة المستخدمين بهذه الأنظمة.
- تواجه مايكروسوفت منافسة من شركات مثل جوجل، ميتا، وxAI، التي تعمل جميعها على تطوير تجارب إنترنت قائمة على الذكاء الاصطناعي من الجيل القادم.
في جملة واحدة
تطمح مايكروسوفت إلى مستقبل يتولى فيه وكلاء الذكاء الاصطناعي تصفح الإنترنت وأداء المهام نيابةً عن المستخدمين؛ غير أن عقبات تقنية وشواغل تتعلق بالثقة ما تزال قائمة. وبينما يحمل هذا التحول وعوداً بتغيير جوهري في طريقة تفاعلنا مع الويب، يؤكد الخبراء أن المجتمع والتقنيات ربما لم يصلا بعد إلى الجاهزية الكاملة لهذا التحول الكبير.
المصادر: 1