تتزايد شهية الذكاء الاصطناعي (AI) للحوسبة بما يفوق ضعفي وتيرة قانون مور (Moore’s law)، ما يدفع احتياجات الطاقة لمراكز البيانات عالمياً إلى نحو 200 جيجاواط (GW) بحلول 2030، منها قرابة 100 جيجاواط في الولايات المتحدة وحدها. يمثّل ذلك تحوّلاً دراماتيكياً لشبكات كهربائية شهدت نمواً شبه ثابت طوال عقدين. بالنسبة لقادة التكنولوجيا، المخاطر كبيرة: فالإفراط في البناء قد يخلّف طاقة فائضة مرتفعة الكلفة ضعيفة الاستغلال، بينما قد يعني التقصير تفويت موجة طلب مستدامة وفقدان حصة سوقية.
يمثّل تمويل هذا النمو وتأمينه تحدياً ضخماً. تلبية الطلب المتوقع قد تتطلّب نحو 500 مليار دولار سنوياً في استثمارات مراكز بيانات جديدة (نفقات رأسمالية - capex)، ما يعني أن القطاع الخاص سيحتاج إلى نحو 2 تريليون دولار من الإيرادات السنوية للاستمرار. حتى مع التحوّل القوي من تقنية المعلومات داخل الموقع (on-premises IT) إلى السحابة (cloud) وإعادة استثمار نحو 20% من مكاسب الإنتاجية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي (AI)، ستبقى فجوة سنوية تُقدَّر بنحو 800 مليار دولار. يمكن لمكاسب الكفاءة من خوارزميات أفضل مثل MapReduce وTransformer، والحساب بالدقة المختلطة (mixed-precision)، والتحفيز بطريقة سلسلة التفكير (chain-of-thought prompting)، وتقطير النماذج الكبيرة (large-model distillation) كما تجسده DeepSeek، إضافةً إلى العتاد المتخصص مثل ASICs، وتقنيات ذاكرة جديدة، والتغليف المتقدم (advanced packaging) أن تساعد؛ لكنها لن تُلغي الحاجة إلى توسّع كبير في البنية التحتية. قد تغيّر الحوسبة الكمومية (quantum computing) المشهد، لكنها على الأرجح تبعد 10 إلى 15 عاماً عن الجاهزية لتدريب (training) واستدلال (inference) الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. وفي الأثناء، تفرض قيود سلاسل الإمداد، وخاصة الكهرباء التي قد يستغرق تعزيز قدراتها عبر التوليد والنقل والتوزيع أربع سنوات أو أكثر، حدوداً حقيقية. سدّ الفجوة سيتطلّب مزيجاً من الابتكار، وسياسات عامة داعمة، وأسواق فعّالة؛ ومن دون ذلك قد يتباطأ التقدّم ويتركّز في مناطق أو لدى جهات تتمتّع بتمويل عام كبير.
النقاط الرئيسية
- ينمو طلب حوسبة الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة تفوق ضعفي وتيرة قانون مور (Moore’s law)، متجهاً إلى قرابة 200 جيجاواط (GW) عالمياً بحلول 2030، منها نحو 100 جيجاواط في الولايات المتحدة.
- تلبيته قد تتطلّب نحو 500 مليار دولار سنوياً كنفقات رأسمالية (capex) لمراكز البيانات ونحو 2 تريليون دولار من الإيرادات السنوية؛ وحتى مع إعادة الاستثمار تبقى فجوة تقارب 800 مليار دولار.
- ستُحسّن كفاءات الخوارزميات والعتاد المتخصص الأداء لكنها لن تُزيل الحاجة إلى توسّع كبير في البنية التحتية؛ والحوسبة الكمومية (quantum computing) يُرجَّح أنها تبعد 10 إلى 15 عاماً.
- الكهرباء هي عنق الزجاجة الأصعب؛ إذ إن إضافة قدرات التوليد والنقل والتوزيع تستغرق غالباً أكثر من أربع سنوات، إلى جانب قيود في وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) ومعدات المفاتيح والتوزيع الكهربائي (switchgear) والتبريد.
- على القادة موازنة مخاطر الإفراط في البناء مقابل التقصير فيه؛ فالابتكار والدعم السياساتي ومسارات الإيرادات الجديدة عوامل حاسمة لسدّ الفجوة.
في جملة واحدة
تتجاوز احتياجات حوسبة الذكاء الاصطناعي (AI) وتيرة التقدّم التقني التقليدي، ما يخلق فجوة في التمويل وإمدادات الطاقة تعجز الشبكات والميزانيات الحالية عن سدّها. ستكون مكاسب الكفاءة والعتاد الجديد والسياسات الداعمة ضرورية للحفاظ على النمو وتجنّب الاختناقات.
المصادر: 1